يَا بُؤسَ لِلقَلْبِ بَعْد اليَوْمِ ما آبَهْ |
ذِكرَى حَبيبٍ ببعضِ الأرْضِ قد رَابهْ |
قالّتْ سُلَيْمى أرَاكَ اليومَ مُكْتَئِباً |
والرَّأْسُ بَعدي رَأيتُ الشّيْبَ قد عابه |
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ الرَّأْسِ جُمَّتَهُ |
كمِعْقَبِ الرَّيطِ إذْ نَشَّرْتَ هُدَّابهْ |
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ |
أشْرَفْتُهُ مُسْفِراً والنَّفْسُ مُهْتَابَهْ |
عَمْداً لأرْقُبَ مَا لِلجَوِّ مِنْ نَعَمٍ |
فَناظِرٌ رائِحاً مِنْهُ وعُزَّابَهْ |
وقدْ نَزَلْتُ إلى رَكْبٍ مُعَقَّلَةٍ |
شُعْثِ الرُّووسِ كأنَّ فَوْقَهُمْ غابَهْ |
لَمَّا رَكِبْنا رَفَعناهُنَّ زَفْزَفَةً |
حَتى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثمَّ أرْبَابَهْ |
الرأي قبل شجاعة الشجعان
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ | هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني |
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ | بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ |
وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ | بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ |
لَوْلا العُقولُ لكانَ أدنَى ضَيغَمٍ | أدنَى إلى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ |
وَلما تَفَاضَلَتِ النّفُوسُ وَدَبّرَتْ | أيدي الكُماةِ عَوَاليَ المُرّانِ |
لَوْلا سَميُّ سُيُوفِهِ وَمَضَاؤهُ | لمّا سُلِلْنَ لَكُنّ كالأجْفانِ |
خاضَ الحِمَامَ بهنّ حتى ما دُرَى | أمِنِ احتِقارٍ ذاكَ أمْ نِسْيَانِ |
وَسَعَى فَقَصّرَ عن مَداهُ في العُلى | أهْلُ الزّمانِ وَأهْلُ كلّ زَمَانِ |
تَخِذُوا المَجالِسَ في البُيُوتِ وَعندَه | أنّ السّرُوجَ مَجالِسُ الفِتيانِ |
وَتَوَهّموا اللعِبَ الوَغى والطعنُ في الـ | ـهَيجاءِ غَيرُ الطّعْنِ في الميدانِ |
قادَ الجِيَادَ إلى الطّعانِ وَلم يَقُدْ | إلاّ إلى العاداتِ وَالأوْطانِ |
كُلَّ ابنِ سَابقَةٍ يُغيرُ بحُسْنِهِ | في قَلْبِ صاحِبِهِ عَلى الأحزانِ |
إنْ خُلِّيَتْ رُبِطَتْ بآدابِ الوَغَى | فدُعاؤها يُغني عنِ الأرْسانِ |
في جَحْفَلٍ سَتَرَ العُيُونَ غبارُهُ | فكأنّمَا يُبْصِرْنَ بالآذانِ |
يَرْمي بهَا البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ | كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَرِيبٌ دانِ |
فكأنّ أرْجُلَهَا بتُرْبَةِ مَنْبِجٍ | يَطرَحنَ أيديَها بحِصْنِ الرّانِ |
حتى عَبرْنَ بأرْسَنَاسَ سَوَابحاً | يَنْشُرْنَ فيهِ عَمَائِمَ الفُرْسانِ |
يَقْمُصْنَ في مثلِ المُدَى من بارِدٍ | يَذَرُ الفُحُولَ وَهنّ كالخصْيانِ |
وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ | تَتَفَرّقانِ بِهِ وَتَلْتَقِيَانِ |
رَكَضَ الأميرُ وَكاللُّجَينِ حَبَابُهُ | وَثَنى الأعِنّةَ وَهْوَ كالعِقيانِ |
فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فوْقَهُ | وَبَنى السّفينَ لَهُ منَ الصّلْبانِ |
وَحَشاهُ عادِيَةً بغَيرِ قَوَائِمٍ | عُقُمَ البطونِ حَوَالِكَ الألوَانِ |
تأتي بما سَبَتِ الخُيُولُ كأنّهَا | تحتَ الحِسانِ مَرَابضُ الغِزْلانِ |
بَحْرٌ تَعَوّدَ أنْ يُذِمّ لأهْلِهِ | من دَهْرِهِ وَطَوَارِقِ الحِدْثَانِ |
فتَرَكْتَهُ وَإذا أذَمّ مِنَ الوَرَى | رَاعَاكَ وَاستَثنى بَني حَمدانِ |
ألمُخْفِرِينَ بكُلّ أبيَضَ صَارِمٍ | ذِممَ الدّرُوعِ على ذوي التّيجانِ |
مُتَصَعْلِكينَ على كَثَافَةِ مُلكِهم | مُتَوَاضِعِينَ على عَظيمِ الشّانِ |
يَتَقَيّلُونَ ظِلالَ كُلّ مُطَهَّمٍ | أجَلِ الظّليمِ وَرِبْقَةِ السِّرْحانِ |
خَضَعتْ لمُنصُلكَ المَناصِلُ عَنوَةً | وَأذَلّ دِينُكَ سَائِرَ الأدْيانِ |
وَعلى الدّروبِ وَفي الرّجوعِ غضَاضَةٌ | وَالسّيرُ مُمْتَنِعٌ مِنَ الإمْكانِ |
وَالطّرْقُ ضَيّقَةُ المَسَالِكِ بالقَنَا | وَالكُفْرُ مُجتَمعٌ على الإيمَانِ |
نَظَرُوا إلى زُبَرِ الحَديدِ كأنّمَا | يَصْعَدْنَ بَينَ مَناكِبِ العِقْبانِ |
وَفَوَارِسٍ يُحيي الحِمامُ نُفوسَها | فكأنّهَا لَيستْ مِنَ الحَيَوَانِ |
مَا زِلتَ تَضرِبهُم دِرَاكاً في الذُّرَى | ضَرْباً كأنّ السّيفَ فيهِ اثْنانِ |
خصّ الجَماجمَ وَالوُجوهَ كأنّمَا | جاءتْ إليكَ جُسُومُهمْ بأمانِ |
فرَمَوْا بما يَرْمونَ عَنْهُ وَأدْبَرُوا | يَطَأونَ كُلّ حَنِيّةٍ مِرْنَانِ |
يَغشاهُمُ مَطَرُ السّحاب مُفَصَّلاً | بمُهَنّدٍ وَمُثَقَّفٍ وَسِنَانِ |
حُرِموا الذي أمَلُوا وَأدرَكَ منهُمُ | آمَالَهُ مَنْ عادَ بالحِرْمانِ |
وَإذا الرّماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ | شَغَلَتْهُ مُهْجَتُهُ عَنِ الإخْوَانِ |
هَيهاتِ عاقَ عنِ العِوادِ قَوَاضِبٌ | كَثُرَ القَتيلُ بها وَقَلّ العَاني |
وَمُهَذَّبٌ أمَرَ المَنَايَا فِيهِمِ | فأطَعْنَهُ في طاعَةِ الرّحْمانِ |
قد سَوّدتْ شجرَ الجبالِ شُعُورُهم | فكأنّ فيهِ مُسِفّةَ الغِرْبانِ |
وَجَرَى على الوَرَقِ النّجيعُ القَاني | فكأنّهُ النّارَنْجُ في الأغصانِ |
إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ | كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ |
تَلْقَى الحُسامَ على جَرَاءَةِ حدّهِ | مثلَ الجَبانِ بكَفّ كلّ جَبَانِ |
رَفعتْ بكَ العرَبُ العِمادَ وَصَيّرَتْ | قِمَمَ المُلُوكِ مَوَاقِدَ النّيرانِ |
أنسابُ فَخرِهِمِ إلَيْكَ وَإنّمَا | أنْسَابُ أصْلِهِمِ إلى عَدْنَانِ |
يا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أرَادَ بسَيْفِهِ | أصْبَحتُ منْ قَتلاكَ بالإحْسانِ |
فإذا رَأيتُكَ حارَ دونَكَ نَاظرِي | وَإذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني |
أحلام الوصال
حلمٌ تناثر في الأفق البعيد، ينتشي بالحب رسول |
في كل قلب قصيدة، نبضها صادق الوصال |
غنت الطيور بعذب الألحان، لحنٌ يخفق بالجمال |
في الروح شوق، وفي النظرات لغة، تنطق بالآمال |
رسمت على جدار الزمن قصة، لونها مزيج الأطياف والميل |
كلماتها من نسج الخيال، عنوانها أمل يتجدد ويشع بالجلال |
على وتر الأحلام أعزف نغمة، غزلت من خيوط الخيال |
فيها القصائد تنبض حياة، والأبيات تغني بلسان الحال |
سير الليالي شاهد على الوفاء، في كل مساء يحكي قصة وصال |
وفي القلوب نارٌ توقد شوقاً، للقاء يطفئ لهيب السؤال |
ترحل الأيام مخلفةً وراءها، ذكريات تحكي عن العشق الأصيل |
وفي القلوب حلم يتجدد، بلقاء يجمع الشتات ويهزم الرحيل |
غريق
أراها تضحك في الصباح وتبتسم |
وقلبي هنا بالابتسامة يرتسم |
أقول بأني لن أغادر قبل أن |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |
فيحدث لي شيء من الخوف والخجل |
وتذهب أقدامي ويملؤني السقم |
فأبعد عنها وأعلم أني قد أجن |
أراها تذهب ثم يقتلني الندم |
ويبكي قلبي قبل عيني كالمطر |
كأن قلبي غريق في بحر الحمم |
فيهدأ قلبي بالصديق وقربها |
ولا يهدأْ قلبي بناس تختصم |
أحب الناس ورغم أني قد طعنت |
يراني الناس كالذباب منعدم |
يحاربني كل العوام بسيفهم |
أراوغ منهم ما استطعت وأنتقم |
فأقع جريحا بالأحقاد وبعدها |
يعالج جرحي بالصديق ويلتأم |
يعالج أيضا بالحبيب وقربه |
يعالج قلبي إن رآها تبتسم |
رقيقة هي ذات حسن دائم |
جميلة هي بالحجاب تعتصم |
إذا نطقت بالحسن تنطق دائما |
إذا قدمت فالنور جاء لكي يعم |
أصابتني بالسهم فور قدومها |
إصابتها قد عذبتني فلم أنم |
أفكر فيها كل يوم بكثرة |
أفكر فيها إن أصابني الألم |
أفكر فيها كي أكون محسنا |
فتأتيني هي كالدواء وكالنعم |
تعالجني بأريجها وجمالها |
تخيط قلبي بالمحاسن والكرم |
أردت دوما أن تكون بقربي |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |
حفظ الله مليك المغرب
قدم السبط إلينا | جاء من خير البقاع |
بسجلماسة أضحى | صاحب الأمر المطاع |
له في المغرب ملك | هاشمي في اتساع |
وله الشمس شعار | قد أحيطت بالسباع |
حفظ الله مليكَ الـ | مغرب الصلبَ الشجاع |
أنت الفؤاد
وَيَغِيبُ عَن جَفنِي الكَرَى | وَيَظُلُّ حُبُّكَ مُقْمِرَا |
وَيَكُونُ يَومِي هَانِئًا | وَيَطُولُ لَيلِيَ أَدْهُرَا |
وَتَظَلُّ عُمرِيَ بَلْسَمًا | رَغمَ الزَّمَانِ وَمَا جَرَى |
وَيَظَلُّ ذِكرُكَ شَافِيًا | لِلرُّوحِ سُقْمًا كَاسِرَا |
وَأَبِيتُ أُهدِيكَ الهَوَى | وَ تَهِيمُ رُوحِي طَائِرَا |
وَأَظَلُّ أَقسُو فِي هَوَاك | وَتَبِيتُ تَصفَحُ سَائِرَا |
رُوحِي أُحِبُّكَ مُهجَتِي | أَنتَ الفُؤَادُ وَمَا أَرَى |
مسك الروح
أَقُوْلُ وَ قَد هَامَ الفُؤَادُ بِحُبِّهَا أَيَا قَلْبُ أَقصِر قَد تَعَاظَمَ دَائِيَا |
تَعَاظَمَ بُعْدٌ لِلدِّيَارِ وَإِنَّمَا لِقَاءُ الَّذِي أَهوَى شِفَاءٌ لِمَا بِيَا |
لَأَرجُو تَدَانٍ لِلدِّيَارَ أَقُلْ لَهَا أَيَا دَارَ مَن أَهْوَى عَلَيكِ سَلَامِيَا |
سَلَامٌ لِمِسْكِ الرُّوحِ مِنْ قَلبِ عَاشِقٍ تَقَطَّعَ شَوقًا مِن هَوَاكُم مَثَانِيَا |
أَشَاقَكَ قَلبِى لَحْظُهَا وَضِيَائُهُ لِيُسلِيكَ مَا يُردِي وَ يُودِيكَ تَالِيَا |
عُيُونٌ لِوَرْدٍ مُسكِرَاتٌ وَ إِنَّهَا لَحَورَاءُ كَحلَا ثَاقِبَاتٌ فُؤَادِيَا |
تُغِيرُ سِهَامٌ قَاتِلَاتٌ لِلَحظِهَا فُؤَادًا وَ فِكْرًا، هَل تَسَاقَطَ رُكنِيَا؟! |
وَشَعرٍ كَمَوجٍ لِلفَضَاءِ عِنَانُهُ أَسِيرُ حَيَاءٍ أَن يَثُورَ فَيُرْدِيَا |
وَ كَانَ قَضَاءُ اللَّهِ بِالبُعدِ بُكْرَةً فَأَرجُوا مِنَ الرَّحمَانِ يُمْسِي |
قصيدة الحاج حسين ابو عمارة
عم الحاج حسين ابو عمارة |
بيعبى القطن فى شكارة |
و مدور بيتهم بأشارة |
طرف عبايته تلات تمتار |
و مغلب كل الانفار |
و مركب جرسين انذار |
بعرض المحلج و الحارة |
عندو من الذرية شيش |
اربعة نتى و جوز طرابيش |
و نسايبو بطه و درويش |
و مراتو الحاجة بدارة |
عم الحاج حسين ابو عمارة |
صاحب محلج و بيتين و جزارة |
ولا مرة دخلنه سيجارة |
ولا يوم عرف طعم خسارة |
بحبوح ، فنجري وإيّده فرطة |
وزبيبة منقوشة علي الاورطة |
ولا يوم إتكعبلو فى ورطة |
ولا عمره وقف فى اشارة |
ماسك سبحة عجم بيسبح للغفار |
بس الأعجب إنه بيسكر ليل بنهار |
دار على بنوتة إنما قطوطة إسمها أزهار |
بنت السقا بشارة في الخمارة |
دري بالملعوب الواد محجوب إبن العطار |
راح لخطيبها الواد عرفات إبن السمسار |
دارت عركة، حركة بحركة خبطوه بمنشار |
وقفت كل الحارة تقول إيه ، جرا إيه |
عم الحاج حسين ماله ، متعور ليه |
دريت بطة جريت على البيت وتبستف فيه |
وقفت كل حريم الحارة تتف عليه |